الذكاء الاصطناعي يتتبع تحركاتك باستخدام البكتيريا في جسمك: كيف يحدث ذلك؟

في تطور مثير في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن تتبع تحركات الأشخاص باستخدام البكتيريا الموجودة في أجسامهم. هذا التقدم العلمي يعكس كيف يمكن دمج التكنولوجيا والبيولوجيا بطريقة غير تقليدية، حيث يمكن للبكتيريا أن تعمل كمستشعرات حيوية تتفاعل مع البيئة المحيطة. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل البيانات الناتجة عن هذه التفاعلات للكشف عن الأنماط السلوكية والتنبؤ بتحركات الأفراد. هذه التقنية قد تفتح آفاقا جديدة في مجالات مثل الأمن، والرعاية الصحية، والمراقبة، مما يثير العديد من التساؤلات حول الخصوصية واستخدامات البيانات. تابع معنا قراءة المقال لنتعرف أكثر هل حقا الذكاء الاصطناعي يتتبع تحركاتك باستخدام البكتيريا في جسمك ؟

الذكاء الاصطناعي يتتبع تحركاتك باستخدام البكتيريا في جسمك ؟


اكتشف الباحثون تقنية غير تقليدية قادرة على تتبع تحركات الإنسان عن طريق تحليل البكتيريا الموجودة في جسمه. تعتمد هذه الطريقة الجديدة على فحص الآثار الميكروبية للكشف عن موقع الشخص بدقة. يعد هذا الاكتشاف بمثابة ثورة في مجال المراقبة، وقد يغير الطريقة التي نتبع بها الأشخاص في المستقبل.

شهد الذكاء الاصطناعي طفرة هائلة في السنوات الأخيرة، حيث أحدث تحولا في العديد من المجالات من خلال تطبيقات مبتكرة. على سبيل المثال، يمكن لبعض الأدوات الآن تشخيص الأمراض من خلال مراقبة لسان المريض فقط، دون الحاجة لأي تدخل جراحي. وفي خطوة متقدمة، أجرى روبوت مزود بالذكاء الاصطناعي عملية جراحية بمفرده، متفوقا على البشر من حيث الدقة والسرعة. والآن، يوسع الذكاء الاصطناعي آفاقه ليشمل مجالا جديدا: تتبع تحركات الأشخاص باستخدام تحليل البكتيريا.

في هذا السياق، طور فريق من الباحثين أداة مبتكرة تُسمى Microbiome Geographic Population Structure (mGPS)، التي تستطيع تحديد الأماكن التي يزورها الشخص من خلال دراسة البكتيريا الموجودة على جسمه. يعتمد هذا “النظام البكتيري لتحديد المواقع” على الخصائص الفريدة للبكتيريا التي تتواجد في كل بيئة، مما يسمح له بتحديد موقع الشخص بدقة مذهلة.

يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي mGPS تحديد الموقع الجغرافي للبكتيريا بنسبة دقة تصل إلى 92%.


يعتمد هذا النظام mGPS على قاعدة بيانات MetaSUB، التي تحتوي على عينات ميكروبية تم جمعها من بيئات متنوعة تشمل المناطق الحضرية، والمواقع البحرية، والأماكن البرية. من خلال تحليل آلاف الملفات الميكروبية، تعلم الذكاء الاصطناعي الربط بين أنواع معينة من البكتيريا والمواقع الجغرافية. وقد أثبتت هذه التقنية كفاءة عالية، حيث استطاعت تحديد المدينة الأصلية للعينات بدقة كبيرة في 92% من الحالات، بل وتمكنت من التمييز بين مواقع قريبة جدا، مثل محطتي مترو متجاورتين في هونغ كونغ، يفصل بينهما بضع مئات من الأمتار فقط.

تحمل هذه الأداة إمكانات واسعة للتطبيق، خاصة في مجال الصحة العامة. فمن خلال تتبع الحركات الميكروبية، يسعى الباحثون إلى تحسين مراقبة انتشار الأمراض وتحديد النقاط الساخنة لمقاومة المضادات الحيوية. ويعتزم مطورو نظام mGPS توسيع قاعدة البيانات الحالية، بهدف زيادة دقة النظام وتوسيع استخداماته ليشمل إدارة الأوبئة والتخطيط الحضري، مما قد يسهم بشكل فعال في الوقاية من الأمراض والتدخل المبكر في المناطق الأكثر عرضة للخطر.

مصدر المعلومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى