تخوض البيتكوين حالة من الاضطراب الشديد؛ ففي أعقاب تسجيلها أرقاما قياسية، يستمر تراجع عملة البتكوين لتسجل مستوى دون 80 ألف دولار، مما أوقع سوق الأصول الرقمية في حالة من الفوضى. دعونا نستعرض الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض المفاجئ.
استمرار تراجع عملة البتكوين لتهبط دون 80 ألف دولار
في بداية هذا الأسبوع، تراجع عملة البيتكوين إلى أقل من 90 ألف دولار، مبتعدة تدريجيًا عن أعلى مستوى تاريخي بلغ 109 آلاف دولار، وأشارنا إلى ذلك عبر المقال التالي: تراجع البيتكوين إلى 90 ألف دولار ، ما السبب ؟ مما دفع السوق بأكمله إلى منطقة الخسائر.
وبعد بضعة أيام، لم تتمكن العملة من استعادة توازنها، حيث استمر هبوط سعرها حتى وصل إلى ما دون 80 ألف دولار، وهو أدنى مستوى يشهده منذ 11 نوفمبر 2024. وفي المقابل، أدت فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى ارتفاع مفاجئ في قيمة البيتكوين لتتجاوز أولاً 80 ألف دولار ثم تصل إلى 90 ألف دولار.
موجة من التصفية تهز سوق العملات المشفرة
تراجع عملة البتكوين في غضون ستة أسابيع حيث فقدت البيتكوين 25% من قيمتها، بينما تراجعت إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، بنسبة 7.3%. كما شهدت سولانا وريبل انخفاضات بلغت 7.1% و 7.8% على التوالي. وفقا لبيانات CoinGlass، سجلت منصات التداول تصفيات ضخمة بقيمة 800 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط، في حين تبخر أكثر من 3.5 مليار دولار منذ بداية الأسبوع. نتيجة لذلك، انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى أقل من 2 تريليون دولار.
هل تستمر البيتكوين في الهبوط؟
يتوقع بعض المحللين تراجع عملة البتكوين حتى تصل إلى مستوى 70 ألف دولار، مما يعيد إلى الأذهان مخاوف “السوق الهابطة” التي تعني انخفاضًا طويل الأمد في الأسعار. ومع ذلك، يرى الخبراء أن مثل هذه التراجعات، حتى تلك التي تتجاوز 25%، ليست سوى جزء من الدورة الطبيعية للعملة المشفرة. فغالبًا ما تمر البيتكوين بفترات توقف مؤقتة قبل أن تستعيد زخمها مرة أخرى وتسجل مستويات قياسية جديدة.
يؤكد سايمون بيترز، الخبير المالي في eToro، أن التراجعات في أسعار أي فئة من الأصول أمر طبيعي ومتوقع. ويضيف: “يجب أن نتذكر أننا لا نزال مرتفعين بنسبة 70٪ تقريبا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.” فهل يكون هذا التراجع مجرد تصحيح مؤقت قبل موجة صعود جديدة، أم أنه بداية لانخفاض أعمق في سوق العملات المشفرة؟
تأثير سياسات ترامب على البيتكوين
يعود الانخفاض الأخير في قيمة البيتكوين جزئيا إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث تأثرت الأسواق المالية بشكل عام بإعلانات دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات المستوردة من المكسيك وكندا. وكما يشير المحلل سايمون بيترز، فإن “تصاعد المخاوف التجارية بسبب هذه التعريفات الجمركية أدى إلى حالة من عدم اليقين في الأسواق.” ونتيجة لذلك، لم تسلم العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، من هذا التأثير السلبي، حيث انعكس تراجع الأسواق التقليدية بشكل مباشر على أدائها.
صرّح ستيفان فون هانيش من شركة بيتجو في مقابلة مع بلومبرج: “نظرا لبيئة الاقتصاد الكلي، ليس من المستغرب أن نرى أنفسنا في هذا الوضع.” ومع استمرار عدم اليقين الاقتصادي، يتعرض سوق العملات المشفرة لضغوط متزايدة.
بالإضافة إلى ذلك، زاد اختراق منصة Bybit من حالة الذعر بين المستثمرين. ووفقا للمحلل سايمون بيترز، ”فإن هذا الحادث، الذي يعد أحد أكبر الاختراقات في تاريخ العملات المشفرة، قد “هز ثقة المستثمرين.” نتيجة لذلك، تزايدت التساؤلات حول مستقبل البيتكوين، حيث يتساءل البعض عمّا إذا كانت ستستقر عند 70 ألف دولار أم ستواصل الانخفاض إلى مستويات أدنى.
-
-
-
-
-
-
-
-
