نادرا ما استطاعت ساعة أن تتحدى الزمن كما فعلت كاسيو F-91W، تلك التحفة الرقمية التي أصبحت رمزا لجيل كامل منذ أواخر الثمانينيات. اشتهرت هذه الساعة اليابانية ببساطتها وسعرها المنخفض ودقتها اللافتة وعمر بطاريتها الطويل الذي يبدو بلا نهاية، لتسجّل أكثر من 100 مليون نسخة مباعة خلال 36 عاما من مسيرتها. واليوم، بفضل ابتكار ذكي، نشهد عودة ساعة كاسيو الكلاسيكية بروح جديدة كليا، بعد أن تحولت إلى ساعة ذكية تجمع بين البلوتوث والألعاب ومستشعرات النشاط.
عودة ساعة كاسيو F-91W بتقنيات ذكية تُحيي الأسطورة
يكمن جوهر هذا التحديث في اللوحة الأم لساعة Ollee Watch One، وهي قطعة إلكترونية صغيرة صممها يدويا تقريبا مهندس مولع بساعات كاسيو. تقوم فكرته العبقرية على مبدأ بسيط: استبدال اللوحة الأصلية بأخرى حديثة تضيف مزايا ذكية متعددة، من دون أي تغيير في شكل الساعة الكلاسيكي أو روحها الأصلية.
ولا تتجاوز مدة التركيب ست دقائق، إذ يكفي فك بعض البراغي ورفع غطاءين ثم تثبيت اللوحة الجديدة، دون الحاجة إلى لحام أو أدوات خاصة. والأجمل أن العملية قابلة للعكس، مما يتيح إعادة الساعة إلى وضعها الأصلي متى رغبت.
بعد تركيب اللوحة، تتحول Casio F-91W (إلى جانب طرازات أخرى مثل A158W وF-84W وA159W وA171W وW-59) إلى نسخة عصرية متكاملة، مزودة بتقنية البلوتوث، وعداد خطوات، ومستشعر حرارة، ومراقب لمعدل ضربات القلب، بل وحتى إضاءة خلفية متعددة الألوان. كما تضيف تقويما متزامنا مع تطبيق الهاتف ومجموعة من الألعاب الكلاسيكية، بينها نسخة مصغّرة من Pong وBlackjack الشهيرة.
ومع ذلك، لا تسعى هذه النسخة إلى منافسة الساعات الذكية الحديثة أو استبدال الهاتف، بل تهدف إلى تعزيز التجربة مع الحفاظ على جوهر البساطة والأناقة الخالدة التي جعلت منها رمزًا لا يُنسى في عالم الساعات الرقمية.
بطارية أقصر… مقابل تحديث أذكى وسعر جذاب
العيب الوحيد في هذا التحديث يكمن في عمر البطارية، إذ يتراجع من نحو سبع سنوات إلى عشرة أشهر تقريبا بعد إضافة اللوحة الجديدة. ومع ذلك، يظل هذا الرقم ممتازًا بالنظر إلى الكم الكبير من الوظائف الإضافية التي اكتسبتها الساعة.
تُعرض Ollee Watch One حاليًا على الموقع الرسمي بسعر 54.99 دولارا، ومع الإقبال الكبير عليها، قد يتطلب الشحن بضعة أيام إضافية.
صحيح أن Casio F-91W لم تكن بحاجة إلى إعادة اختراع، لكنها اليوم تمنح عشاق الساعات الكلاسيكية فرصة فريدة للجمع بين سحر الماضي وذكاء الحاضر — تصميمها الأيقوني القديم ينبض الآن بروح رقمية جديدة.