في خطوة قد تغيّر تجربة المستخدمين بشكل كبير، يدرس يوتيوب إزالة عداد المشاهدات من الفيديوهات، وهو المؤشر الذي يعتمد عليه الكثيرون لتقييم مدى شعبية المحتوى وجودته. هذا التوجه المفاجئ يثير تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراءه وأثره المحتمل على سلوك المشاهدين وصنّاع المحتوى. في هذه المقالة، سنستعرض الدوافع وراء هذه الخطوة وتأثيرها المتوقع على مشهد المحتوى الرقمي.
إزالة عداد المشاهدات من فيديوهات منصة اليوتيوب ؟!!
لم يعد يوتيوب يرغب بأن يعتمد المستخدمون على عمر الفيديو أو عدد مشاهداته عند اختيارهم لمقاطع الفيديو على المنصة. فهل نحن على وشك رؤية تغيير جذري في واجهة يوتيوب الرئيسية؟
كشفت منصة vidIQ عن لقطة شاشة لواجهة جديدة يُقال إنها تحت الاختبار من قبل Google، وتظهر التحديثات المقترحة تغييرين أساسيين في يوتيوب كما نعرفه الآن: إزالة عداد المشاهدات وتاريخ نشر الفيديوهات الظاهرة على الصفحة الرئيسية.
عادة ما تكون هذه العناصر معلومات مهمة للمستخدمين عند تحديد الفيديو المناسب للمشاهدة. يمنح عرض تاريخ النشر (في شكل “قبل X ساعة/أيام/أسابيع/أشهر/سنوات”) سياقا واضحا للمشاهد، حيث يميل إلى اختيار الفيديو الأحدث عند التردد بين مقطعين حول الموضوع ذاته، خاصة في الحالات المتعلقة بالأخبار أو الأحداث الجارية.
عل يؤثر عداد المشاهدات وعمر مقاطع الفيديو على اختيارنا ؟؟
فيما يتعلق بعدد المشاهدات، فإن لهذه المعلومات تأثيرا كبيرا: فغالبا ما نميل للثقة في مقطع فيديو حقق ملايين المشاهدات مقارنةً بمقطع آخر أقل شعبية. لذلك، قد يستفيد صانعو المحتوى الصغار من هذا التغيير، حيث يصبح للفيديو الذي جذب بضع مئات من المشاهدات فقط فرصة أكبر لجذب الانتباه من دون أن يعرف المستخدم مدى قلة مشاهداته.
يبدو أن YouTube يسعى لتعديل طريقة اختيارنا لمقاطع الفيديو التي نشاهدها. لكن من المحتمل أن يعود ذلك بتأثيرات جانبية غير مرغوبة، مثل ازدياد الاعتماد على العناوين والصور المصغرة المثيرة للاهتمام لجذب النقرات. فمع بقاء مدة الفيديو واسم القناة فقط كعناصر مرئية للتمييز على الصفحة الرئيسية، قد تصبح هذه العناوين والصور عوامل حاسمة لجذب الانتباه.
حتى الآن، لا يزال YouTube يظهر لنا بواجهة اعتيادية، لذا لا يمكننا التأكد مما إذا كان إزالة عداد المشاهدات وتاريخ النشر يقتصر على الصفحة الرئيسية أم يشمل صفحات الفيديو نفسها أيضًا، حيث لم يوضح vidIQ هذه النقطة.
من المرجح أن يكون التغيير محصورا على الصفحة الرئيسية فقط في هذه المرحلة التجريبية. بالتأكيد سيعمل YouTube على دراسة تأثير هذا التغيير على سلوك المستخدم، إذ سيتم تحليل الفرق في التفاعل مع وجود هذه المعلومات وبدونها قبل اتخاذ القرار بنشر التصميم الجديد لجميع المستخدمين.