رغم الجهود المتواصلة التي تبذلها جوجل، لم تتمكن الشركة بعد من إقناع مستخدمي آيفون بالتخلي عن متصفح سفاري الافتراضي لصالح متصفح كروم. متصفح سفاري، الذي يأتي مثبتًا مسبقًا على أجهزة آيفون، يحتفظ بشعبية كبيرة بين مستخدمي أجهزة أبل بفضل تكامله السلس مع النظام البيئي لأبل وميزاته المبتكرة في مجال الخصوصية والأمان. في المقابل، تقدم جوجل كروم تجربة تصفح متقدمة ومتعددة المنصات، مما يجعله الاختيار الأول لمستخدمي أجهزة الكمبيوتر والأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد. مع ذلك، يظل جذب مستخدمي آيفون تحديًا كبيرًا أمام جوجل. سنستعرض في هذا المقال العوامل التي تجعل من الصعب على جوجل إقناع مستخدمي آيفون بالتحول إلى كروم، والإستراتيجيات التي قد تتبعها لجذب هذه الشريحة المهمة من المستخدمين. ما المتصفح الذي تستخدمه في هاتفك: كروم أم سفاري ؟
كروم أم سفاري : لم يتمكن جوجل من إقناع مستخدمي ايفون استخدام متصفح كروم بدلا من سفاري
Safari هو المتصفح الافتراضي الذي يأتي مثبتًا على جميع أجهزة Apple. وفقًا لقانون الأسواق الرقمية (DMA)، يحصل مستخدمو iPhone في أوروبا على خيار تعيين متصفح آخر كافتراضي عند تشغيل Safari لأول مرة، مما يمنح المتصفحات المنافسة فرصة ضئيلة للمنافسة. في المقابل، في بقية أنحاء العالم، يبقى Safari المتصفح الأساسي، بالرغم من إمكانية تغيير المتصفح الافتراضي عبر إعدادات iOS.
جوجل أم سفاري: معركة المتصفحات على أجهزة الآيفون
جوجل ليست بعيدة عن هذا المشهد. الشركة تدفع مبلغًا كبيرًا يصل إلى عدة مليارات من الدولارات سنويًا لأبل – حيث بلغت 20 مليار دولار في عام 2022 – لضمان أن يكون محرك البحث الخاص بها هو الافتراضي في Safari. وفقًا للاتفاقية التي تربط بين الشركتين لسنوات، تدفع جوجل 36% من الإيرادات الناتجة عن الإعلانات المعروضة في محرك البحث على متصفح سفاري.
هذا الترتيب يعكس مدى أهمية مستخدمي iPhone بالنسبة لجوجل، حيث تسعى الشركة للاستفادة من قاعدة المستخدمين الكبيرة والوفية لأبل. في الوقت نفسه، تعمل جوجل على جذب المزيد من مستخدمي iPhone إلى متصفح Chrome من خلال تحسين الميزات وتجربة المستخدم، في محاولة لتوسيع حصتها في سوق المتصفحات على أجهزة iPhone. هذه الاستراتيجية تأتي في إطار سعي جوجل لتعزيز مكانتها في السوق وتحقيق أقصى استفادة من التعاون مع أبل، بالرغم من التحديات التي تواجهها في إقناع المستخدمين بالتحول من Safari إلى Chrome.
شراكة مربحة للجانبين بين جوجل وأبل
تشكل الشراكة بين جوجل وأبل نموذجًا مثاليًا للتعاون المربح للجانبين، حيث تزداد الأرباح التي تحققها جوجل من الإعلانات على متصفح Safari، مما يؤدي إلى زيادة المدفوعات التي تقدمها لأبل. إلا أن جوجل، من مقرها في ماونتن فيو، تَسعى إلى تقليل اعتمادها على Safari كمنصة رئيسية لمستخدمي iPhone.
وفقًا لتقرير من موقع “المعلومات”، تكثف جوجل جهودها لزيادة الحصة السوقية لمتصفح كروم وتطبيقاتها المختلفة، مثل تطبيق بحث جوجل، على نظام التشغيل iOS. هذه المبادرة، التي أطلقتها جوجل منذ عدة سنوات، أثمرت عن نتائج ملحوظة، حيث تجاوزت نسبة 30% من عمليات البحث التي يتم إجراؤها على أجهزة iPhone عبر تطبيقات جوجل، بدلاً من متصفح Safari.
يبرز هذا التوجه الطموح لجوجل رغبتها في تعزيز حضورها على أجهزة iPhone وتقديم بدائل قوية لتطبيقات Safari. من خلال تحسين تجربة المستخدم وتقديم ميزات مبتكرة، تَسعى جوجل لجذب مستخدمي iPhone إلى منصاتها وتطبيقاتها، وتقليل الاعتماد على متصفح Safari كمنصة أساسية للبحث والتصفح. هذا النهج يعكس استراتيجية جوجل الشاملة لتعزيز مكانتها في سوق المتصفحات وزيادة حصتها من الإعلانات الرقمية على نظام iOS.
التحدي الكبير أمام جوجل
رغم جهود جوجل الحثيثة، فإن نسبة المستخدمين الذين يعتمدون على تطبيقات جوجل بدلاً من متصفح Safari تزداد ببطء. كانت هذه النسبة 25% قبل خمس سنوات، ووصلت الآن إلى 30%. ومع ذلك، لم يُلاحظ أي تقدم ملحوظ في النصف الثاني من العام الماضي، مما يشير إلى صعوبة تحقيق هدف جوجل المتمثل في الوصول إلى 50% بحلول عام 2030.
إقناع مستخدمي iPhone بالتحول إلى Chrome يعد تحديًا كبيرًا لجوجل. كما يشير موقع “The Information”، من الصعب جدًا التغلب على حقيقة أن Safari يأتي مثبتًا مسبقًا على أجهزة Apple. هذا التكامل المسبق يعزز من اعتماد المستخدمين على Safari، ويجعل من الصعب على المتصفحات الأخرى كسب حصة سوقية كبيرة.
على الرغم من هذه التحديات، تواصل جوجل تحسين متصفح Chrome وتطبيقاتها على نظام iOS، آملة في تقديم تجربة مستخدم فائقة تجذب المزيد من مستخدمي iPhone. تعول جوجل على الابتكار وتقديم ميزات فريدة لتعزيز جاذبية Chrome، ولكن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف يبدو مليئًا بالعقبات.
جوجل تبحث عن إستراتيجيات جديدة لمنافسة Safari
استعرضت جوجل إمكانية عدم تمكين ميزة AI Overview في متصفح Safari، وهي الميزة التي تعرض الاستجابات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي لـ Gemini. هذه الميزة نصحت سابقًا بحشو صلصة البيتزا بالغراء حتى يَبقى الجبن في مكانه، ما يبرز التحديات والفرص التي تنطوي عليها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تم تنشيط هذه الوظيفة في الولايات المتحدة ولكن بشكل أقل تدريجيًا، وأخيرًا ظهرت على متصفح أبل Safari بعد أن قرر مديرو جوجل عدم متابعة فكرتهم. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تقليل الاعتماد على Safari وجذب المستخدمين إلى متصفح Chrome من خلال تقديم ميزات مبتكرة وفريدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
هذا القرار يعكس التحديات التي تواجهها جوجل في محاولتها للتنافس مع متصفح Safari، المثبت مسبقًا على أجهزة Apple. على الرغم من التحديات، تواصل جوجل البحث عن طرق جديدة لتعزيز حصتها في سوق المتصفحات على نظام iOS، مع التركيز على تقديم تجارب مميزة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار المستمر.
كل ما ذكرناه أعلاه، عبر عن رأيك في مربع التعليقات، ما الذي تفضل استخدامه: كروم أم سفاري ؟